اللقاحات والتطعيم: مأمونية اللقاحات
23 أيلول/سبتمبر 2025 | سؤال وجوابيُعد التطعيم من أكثر الطرق فعالية في الوقاية من الأمراض. ففي حالة 14 مرضا فقط، أنقذت اللقاحات الأساسية على مدى السنوات الخمسين الماضية أرواح ما لا يقل عن 154 مليون شخص (1). وخلال الفترة ذاتها، ساهم التطعيم في نسبة 40٪ من الانخفاض في وفيات الرضع. ويساعد برنامج منظمة الصحة العالمية بشأن مأمونية اللقاحات في رصد مأمونية اللقاحات باستمرار بفضل تعاونه مع الحكومات ومصنعي اللقاحات والعلماء والخبراء في مجال الطب. ويساعد ذلك على ضمان مأمونية اللقاحات لك ولأسرتك. 1. Contribution of vaccination to improved survival and health: modelling 50 years of the Expanded Programme on Immunization. Shattock, Andrew J et al. The Lancet, Volume 403, Issue 10441, 2307 - 2316. https://www.thelancet.com/journals/lancet/article/PIIS0140-6736(24)00850-X/fulltext 2. Aluminum-Adsorbed Vaccines and Chronic Diseases in Childhood: A Nationwide Cohort Study. Andersson, Niklas W et al. Ann Intern Med. [Epub 15 July 2025]. doi:10.7326/ANNALS-25-00997
معظم اللقاحات كانت تُستعمل منذ عقود لتطعيم الناس سنوياً على نحو مأمون، سواء بشكل روتيني أم في إطار التصدي لتهديدات مرضية معينة.
ويخضع كل لقاح قبل طرحه في أي بلد لاختبارات دقيقة وصارمة ويمر بمراحل متعددة من التجارب السريرية. وتُجري السلطات الصحية أيضا تقييماً دقيقاً لنتائج تلك التجارب للمساعدة في التأكد من استيفاء اللقاح لأعلى معايير السلامة والنجاعة قبل اعتباره لقاحاً مناسباً للاستعمال.
وبمجرد اعتماد اللقاحات واستعمالها في البلدان، تقوم السلطات الصحية الوطنية برصد مأمونية اللقاحات باستمرار للكشف عن أية شواغل محتملة وتبديدها فوراً. وفي حالة حدث ضائر، تجمع التفاصيل عن الحدث ويجري فريق خبراء مستقل تقييما لتحديد ما إذا كان هذا الحدث مرتبطا باللقاحات أو ناجما عن أسباب أخرى.
وتساعد منظمة الصحة العالمية البلدان في تعزيز نظم رصد مأمونية اللقاحات والاستجابة لها. وتتبادل البلدان التقارير المتعلقة بالأحداث الضائرة مع منظمة الصحة العالمية. أمّا على الصعيد العالمي، فإن اللجنة الاستشارية العالمية المعنية بمأمونية اللقاحات، وهي عبارة عن فريق مستقل من الخبراء، تتولى تقييم تلك التقارير وإسداء المشورة الموثوقة والعلمية إلى منظمة الصحة العالمية.
اللقاحات مأمونة للغاية. وعلى غرار أي دواء، يمكن أن تسبب اللقاحات تأثيرات جانبية. ومع ذلك، عادة ما تكون هذه الآثار طفيفة جداً وقصيرة الأمد، مثل الإصابة بالألم في الذراع أو الحمى الخفيفة. وقد تحدث آثار جانبية أشد خطورة ولكنها نادرة للغاية. إذا ظهرت عليك أو على طفلك أعراض غير متوقعة بعد التطعيم، فاستشر أخصائيا في الرعاية الصحية.
ومن الأرجح أن يكون الضرر الناجم عن الإصابة بالمرض أخطر بكثير من الضرر الناجم عن التطعيم. فقد تكون أمراض يمكن الوقاية منها باللقاحات، مثل الحصبة والتهاب السحايا والتهاب الكبد B وشلل الأطفال، مميتةً وقد تسبب اعتلالات وعاهات خطيرة. وتشمل المضاعفات المحتملة لهذه الأمراض العمى والصمم والشلل وتلف الدماغ والعقم والسرطان والعيوب الخلقية والوفاة.
يُقصد بالحدث الضائر التالي للتطعيم أي مشكلة طبية غير متوقعة تحدث بعد تلقي اللقاح. وقد تكون هذه المشكلة عرضا أو نتيجة اختبار غير عادية أو مرضا عرضا أو أي شيء آخر لا علاقة له باللقاح. ولا يعني الحدث الضائر التالي للتطعيم بالضرورة أن اللقاح سببه. وفي حالات نادرة للغاية، تبين أن اللقاح كان سبب الحدث الضائر التالي للتطعيم.
وفي الحالات النادرة جدا التي يتسبب فيها اللقاح في حدوث حدث ضائر تالي للتطعيم، قد يعزى ذلك إلى رد فعل على اللقاح نفسه أو خطأ مثل تخزينه على نحو غير سليم. وتتخذ برامج التطعيم جميع الخطوات اللازمة لضمان تخزين اللقاحات ومناولتها وإعطائها بأمان، والتحقيق في أي ردود فعل نادرة وتدبيرها على الفور.
يُختبر كل لقاح بعناية في كل مرحلة لضمان مأمونيته وفعاليته قبل الموافقة على استخدامه.
ويخضع كل لقاح مرشح واعد أولاً لاختبارات مخبرية. وتشمل هذه التجارب فحص واختبار اللقاح المرشح ومكوناته بعناية. وتتناول هذه الاختبارات تقييم مأمونية اللقاح المرشح ومدى فعاليته في الوقاية من المرض.
وإذا جاءت النتائج المختبرية إيجابية، يمكن للمُصنّع أن يقدم طلباً لإجراء التجارب السريرية. وتشمل هذه التجارب عادة المتابعة مع آلاف من المتطوعين الأصحاء الذين تلقوا اللقاح. وتخضع التجارب أيضا لرصد دقيق من السلطات التنظيمية الوطنية.
وتحكم هذه التجارب لوائحُ صارمة وتجرى على ثلاث مراحل رئيسية:
- خلال المرحلة الأولى، يعطى اللقاح لمجموعات صغيرة (نحو 20-50 شخصا مثلا). وتقيّم هذه المرحلة مأمونية اللقاح وآثاره الجانبية والجرعة المناسبة وطريقة إعطائه وتركيبته.
- وإذا نجحت هذه المرحلة، تنتقل التجارب إلى المرحلة الثانية. وفي هذه المرحلة، يُعطى اللقاح عادةً لمئات من الأشخاص. وستكون لهذه المجموعة خصائص مماثلة لخصائص الأشخاص الذين يستهدفهم اللقاح (مثل العمر والنوع الاجتماعي).
- وفي المرحلة الثالثة، يُعطى اللقاح عادةً لآلاف الأشخاص للمساعدة في ضمان مأمونيته وفعاليته للاستخدام على نطاق أوسع.
وستُقيَّم نتائج جميع هذه الدراسات عندما تقرر الجهات التنظيمية ما إذا كانت ستوافق على اللقاح أم لا.
وقد تُجرى أيضاً دراسات إضافية بعد طرح اللقاح. وتمكّن هذه الدراسات العلماء من رصد مدى فعالية اللقاح ومأمونيته في أوساط عدد أكبر من الأشخاص وعلى مدى فترة زمنية أطول.
في البلدان التي تُصنع فيها اللقاحات، تشرف الجهات التنظيمية الوطنية أو الإقليمية على تطوير اللقاح. ويشمل ذلك الموافقة على التجارب السريرية وتقييم نتائجها واتخاذ قرارات بشأن الترخيص. ويجب أن تتقيد جميع القرارات بالمعايير الدولية الصارمة المتعلقة بالممارسات السريرية الأخلاقية.
وتقرر السلطة التنظيمية الوطنية في كل بلد بشأن إدراج لقاح ما في برنامج التمنيع الوطني. ولمساعدة السلطات التنظيمية الوطنية، تتيح منظمة الصحة العالمية عملية تسمى التأهيل المسبق. وييسر التأهيل المسبق اتخاذ قرارات مستنيرة بشأن الموافقة على اللقاحات وشرائها، لا سيما في البلدان التي لديها موارد محدودة لإجراء تقييمات شاملة.
وفي عملية التأهيل المسبق، تجري منظمة الصحة العالمية تقييمًا مستقلًا للأدلة المتعلقة بجودة اللقاحات والمنتجات الطبية الأخرى ومأمونيتها وفعاليتها، مما يساعد على ضمان الاقتصار على استخدام المنتجات التي تستوفي المعايير الدولية الصارمة في برامج الصحة العامة.
على غرار جميع الأدوية، يستمر رصد اللقاحات للتأكد من مأمونيتها حتى بعد اختبارها في التجارب السريرية وطرحها للاستخدام العام.
وتساعد منظمة الصحة العالمية البلدان على بناء وتعزيز نظم قوية لمأمونية اللقاحات، مما يمكّن برامج التمنيع الوطنية والوكالات التنظيمية من الكشف عن المشاكل المتعلقة بمأمونية اللقاحات والتصدي لها.
وعندما يطرأ حدث خطير بعد التلقيح، يجري خبراء مستقلون تقييماً دقيقاً لمعرفة ما إذا كان هذا الحدث مرتبطاً باللقاح أم أنه ناجم عن سبب آخر.
وعلى الصعيد العالمي، تدعم منظمة الصحة العالمية البلدان من خلال مركز أوبسالا للرصد، وهو مركز متعاون مع منظمة الصحة العالمية في السويد، يجمع تقارير عن الحوادث المتعلقة بمأمونية اللقاحات في جميع أنحاء العالم؛ واللجنة الاستشارية العالمية المعنية بمأمونية اللقاحات، وهي فريق مستقل من الخبراء يستعرض بيانات مأمونية اللقاحات ويسدي المشورة لمنظمة الصحة العالمية.
عندما تُحدَّد مشكلة محتملة بعد التطعيم، يُجرى تحقيق وافٍ. وتشمل التحقيقات دراسة مستفيضة للحالة تشمل إجراء تقييم طبي. وتُجرى دراسات عند الضرورة.
وخلال هذه التحقيقات، نادراً ما يُكتشف أن المشاكل الصحية ناجمة عن اللقاح في حد ذاته. وغالباً ما يتبين أن الحوادث الصحية تقع عرضاً، أي أنها لا ترتبط بتاتا بالتطعيم.
وترتبط هذه الأحداث أحيانا بكيفية تخزين اللقاح أو نقله أو إعطائه (عندما يحدث خطأ في إعداد اللقاح مثلاً). ويمكن تلافي هذه الأخطاء بتدريب العاملين الصحيين وتعزيز برامج التطعيم.
وفي الحالات النادرة جداً التي يُشتبه فيها بحدوث تفاعل ضائر حقيقي، يمكن تعليق استخدام اللقاح. وتجرى تحقيقات إضافية لتحديد السبب الحقيقي للحادث. وعندئذ سيتعين على البرامج اتخاذ تدابير تصحيحية.
تعمل منظمة الصحة العالمية على ضمان حماية الجميع في كل مكان بلقاحات مأمونة وفعالة.
وتحقيقاً لهذه الغاية، تساعد منظمة الصحة العالمية البلدان على إرساء نظم صارمة لضمان مأمونية اللقاحات - إلى جانب الأدوية الأخرى - وتعمل على وضع معايير صارمة لتنظيمها.
وبالتعاون مع علماء خارجيين، يواظب خبراء منظمة الصحة العالمية على رصد مواصفات مأمونية اللقاحات وتحديثها. وتساعد منظمة الصحة العالمية، بالتعاون مع شركاء خارجيين، البلدان على التحقيق في أي مشاكل محتملة تثير القلق والإبلاغ عنها.
ويتولى فريق مستقل من الخبراء (اللجنة الاستشارية العالمية المعنية بمأمونية اللقاحات) تقييم الحوادث التي تبلغ بها منظمة الصحة العالمية. وتصدر منظمة الصحة العالمية، نيابة عن هذه اللجنة، بيانات دورية عن مأمونية اللقاحات.
لا. أظهرت أبحاث مستفيضة أن اللقاحات لا تسبب التوحد. وقد خلصت إلى النتيجة ذاتها عدة دراسات عالية الجودة أجريت على نطاق واسع في بلدان مختلفة وشملت عددا كبيرا من السكان.
وقد أُثيرت هذه الشواغل بداية إثر نشر دراسة أجريت عام 1998 وأفادت بوجود صلة بين اللقاحات المضادة للحصبة والنكاف والحصبة الألمانية والتوحد. وتبين لاحقا أن تلك الدراسة كانت خاطئة واحتيالية. وسحبت المجلة تلك الدراسة التي نشرتها، وفقد الطبيب الذي ألفها رخصته الطبية. ومما يؤسف له أن المخاوف التي أثارتها الدراسة دفعت بعض الآباء إلى التوقف عن تطعيم أطفالهم، مما أدى إلى تفشي أمراض كان يمكن الوقاية منها باللقاح.
للمزيد من المعلومات، يرجى الرجوع إلى صحيفة الوقائع الصادرة عن منظمة الصحة العالمية بشأن التوحد.
الثيوميرسال (المعروف أيضًا باسم الثيميروسال) هو مادة حافظة تستخدم في بعض قوارير اللقاحات المتعددة الجرعات. وتساعد هذه المادة على منع دخول الجراثيم إلى القارورة في كل مرة تسحب فيها جرعة.
ويحتوي الثيوميرسال على إيثيل الزئبق، الذي لا يتراكم في الجسم لأنه يتحلل ويتم التخلص منه بسرعة. ويختلف إيثيل الزئبق عن ميثيل الزئبق، وهو نوع من الزئبق يمكن أن يتراكم لدى بعض الأسماك والمأكولات البحرية ويمكن أن يشكل مخاطر على الصحة.
وتُظهر أبحاث مستفيضة أن الكمية الضئيلة من الثيوميرسال المستخدمة في اللقاحات لا تسبب أي ضرر. ولم تثبت أي صلة بين الثيوميرسال والتوحد أو غيره من اضطرابات النمو العصبي.
نعم. تواصل منظمة الصحة العالمية استعراض الأدلة العلمية وتؤكد أن اللقاحات المحتوية على الألومنيوم مأمونة.
وتستخدم أملاح الألومنيوم على نحو مأمون في بعض اللقاحات منذ عقود. وتضاف إلى اللقاحات كمواد مساعدة، وهي مركبات تساعد الجسم على بناء استجابة مناعية أقوى وأطول أمداً.
وكمية الألومنيوم في اللقاحات ضئيلة جداً وأقل بكثير مما يتعرض له الناس بشكل طبيعي مع مرور الوقت. ويقل التعرض الإجمالي لأملاح الألومنيوم في برنامج التطعيمات الروتينية للأطفال بكثير عن التعرض لها من خلال النظام الغذائي العادي.
ولم تخلص الأبحاث المكثفة التي أجريت، ومنها دراسة حديثة شملت أكثر من مليون طفل(2)، إلى أي صلة بين اللقاحات المحتوية على الألومنيوم وأي مشاكل صحية خطيرة، بما فيها التوحد.