اللقاحات والتطعيم‬: مأمونية اللقاحات‬‬‬

26 آذار/مارس 2025 | سؤال وجواب

إن التطعيم من أفضل طرق الوقاية من الأمراض. فقد أنقذت اللقاحات الأساسية على مدى السنوات الخمسين الماضية ‏أرواح ما لا يقل عن 154 مليون شخص (1). كما أسهم التطعيم خلال الفترة نفسها في تقليل وفيات الرضع بنسبة ‏‏40٪.‏ ويساعد برنامج المنظمة بشأن مأمونية اللقاحات في رصد مأمونية اللقاحات باستمرار بفضل تعاونه مع الحكومات ‏ومصنعي اللقاحات والعلماء والخبراء في مجال الطب.‏ كما يساعد هذا المجهود في ضمان مأمونية اللقاحات المعطاة لك ولأسرتك.‏

يُعد التطعيم من أفضل الطرق للوقاية من الأمراض. فلقاحات الأطفال تنقذ أرواح ما بين 3.5 ملايين و5 ملايين شخص كل عام. وفي عام 2021، أدت لقاحات كوفيد-19 إلى إنقاذ أرواح 14.4 مليون شخص على مستوى العالم، حسبما تفيد التقديرات.

ويساعد برنامج منظمة الصحة العالمية المعني بمأمونية اللقاحات، بالتعاون مع الحكومات وصانعي اللقاحات والأخصائيين العلميين والخبراء في مجال الطب، على رصد مأمونية اللقاحات باستمرار.

ويفيد ذلك في ضمان مأمونية اللقاحات لك ولأسرتك.

معظم اللقاحات المعطاة أثناء الطفولة هي لقاحات تُستعمل منذ عقود من الزمن لتطعيم الناس سنوياً على نحو مأمون، سواء بشكل روتيني أم في إطار التصدي لتهديدات مرضية معينة.

 وقبل اعتماد أي لقاح في بلد ما، فإن اللقاح المطور في المختبر يخضع لفحوص دقيقة وصارمة ويمر بمراحل متعددة من التجارب السريرية التي تُجرى عليه. كما تُجري السلطات الصحية تقييماً دقيقاً لنتائج تلك التجارب للمساعدة في التأكد من استيفاء اللقاح لأعلى معايير السلامة والنجاعة قبل اعتباره لقاحاً مناسباً للاستعمال.

 وبمجرد اعتماد اللقاحات واستعمالها في البلدان، تقوم السلطات الصحية الوطنية برصد مأمونية اللقاحات باستمرار للكشف عن أية شواغل محتملة وتبديدها فوراً. وفي حالة وقوع حدث ضائر، يقوم فريق مستقل من الخبراء بتقييم ما إذا كان هذا الحدث ناجم عن اللقاحات.

 وتساعد المنظمة البلدان في تعزيز نظم رصد مأمونية اللقاحات والاستجابة لها. أمّا على الصعيد العالمي، فإن اللجنة الاستشارية العالمية المعنية بمأمونية اللقاحات، وهي عبارة عن فريق مستقل من الخبراء، تتولى تقييم التقارير المتعلقة بمأمونية اللقاحات وإسداء المشورة الموثوقة والعلمية إلى المنظمة.

 المرجع:

1. Contribution of vaccination to improved survival and health: modelling 50 years of the Expanded Programme on Immunization. Shattock, Andrew J et al. The Lancet, Volume 403, Issue 10441, 2307 - 2316. https://www.thelancet.com/journals/lancet/article/PIIS0140-6736(24)00850-X/fulltext

 

تتمتع اللقاحات بدرجة عالية من المأمونية. لكن، كما هو حال أي دواء، يمكن أن تترك آثاراً جانبية. ومع ذلك، فعادةً ما تكون هذه الآثار طفيفة للغاية وقصيرة الأمد، من قبيل الإصابة بألم في الذراع أو حُمى خفيفة. وقد تحدث آثار جانبية أشد خطورة ولكنها نادرة للغاية.

واحتمال تعرُّض الشخص لضرر بالغ بفعل المرض أكبر كثيراً من احتمال تعرُّضه للضرر بفعل اللقاح. فالأمراض التي يمكن الوقاية منها باللقاحات، مثل الحصبة أو التهاب السحايا أو التهاب الكبد B أو شلل الأطفال، قد تكون مميتة أو تسبب اعتلالاً وخيماً وإعاقة. وقد تشمل المضاعفات المحتملة لهذه الأمراض العمى والصمم والشلل وتلف الدماغ والعقم والسرطان والعيوب الخِلقية والوفاة.

نعم، من المأمون تلقِّي عدة لقاحات مختلفة في أثناء زيارة واحدة. واللقاحات المخلَّطة لها نفس درجة مأمونية اللقاحات الفردية وفاعليتها.

ولتلقِّي عدة لقاحات أو لقاحات مخلَّطة في زيارة واحدة أهميةٌ تتمثل في حماية الأطفال من أمراض مختلفة في أسرع وقت ممكن. وكذلك، يُسهِّل ذلك إكمال الجرعات الموصى بها في الوقت المحدد.

وعلاوةً على ذلك، لا يربك تلقِّي جرعات متعددة جهاز المناعة. فالمستضدات الموجودة في اللقاحات صغيرة الحجم مقارنةً بما تواجهه أجسامنا بصورة طبيعية كل يوم.

عندما يُحدَّد أحد اللقاحات التجريبية، يخضع أولاً للفحوص المختبرية الدقيقة. ويشمل ذلك إجراء فحص واختبار دقيقين للقاح والمكونات الداعمة له. وتتناول هذه الاختبارات تقييم مأمونية اللقاح ومدى الوقاية التي يوفرها من المرض.

وإذا جاءت النتائج المختبرية إيجابية، يمكن لصانع اللقاح أن يقدم طلباً لإجراء التجارب السريرية. وعادةً ما تتضمن هذه التجارب متابعة حالات عدة آلاف من المتطوعين الأصحاء الذين تلقوا التطعيم. وتكون هذه التجارب أيضاً خاضعة للرصد الدقيق من السلطات التنظيمية الوطنية.

وتخضع هذه التجارب للوائح صارمة، وتُجرى على ثلاث مراحل رئيسية على النحو المبين أدناه:

  • في المرحلة الأولى، تخضع مجموعات صغيرة (تتراوح ما بين 20 و50 شخصاً تقريباً، على سبيل المثال) للتطعيم باللقاح. وتُقيِّم هذه المرحلة مأمونية اللقاح وآثاره الجانبية وجرعاته المناسبة وطريقة إعطائه وتركيبته.
  • إذا نجح اللقاح، انتقل إلى المرحلة الثانية. وفي هذه المرحلة، يُعطى اللقاح عادةً إلى عِدة مئات من الأشخاص. وتكون لهذه المجموعة السمات نفسها التي للأشخاص المستهدَفين أساساً باللقاح (مثل السن والجنس).
  • في المرحلة الثالثة، يُعطى اللقاح عادةً إلى آلاف الأشخاص، للتثبُّت من مأمونيته وفاعليته، توطئةً لاستعماله على نطاق أوسع.

وتُقيَّم نتائج جميع هذه الدراسات عند اتخاذ الجهات التنظيمية قرارَها بشأن الموافقة على اللقاح من عدمه.

وقد تُجرى دراسات إضافية أيضاً بعد طرح اللقاح. وهذا يمكِّن الأخصائيين العلميين من رصد الفاعلية والمأمونية بين عدد أكبر من الناس على مدى فترة زمنية أطول.

في البلدان التي تُصنَّع فيها اللقاحات، تُشرِف الجهات التنظيمية الوطنية أو الإقليمية على عملية تطوير اللقاحات. ويشمل ذلك الموافقة على التجارب السريرية، وتقييم نتائجها، واتخاذ القرارات اللازمة بشأن ترخيص اللقاحات. ويجب أن تتقيد جميع القرارات بمعايير دولية صارمة بشأن الممارسات السريرية الأخلاقية المقبولة.

وتتخذ السلطة التنظيمية الوطنية لكل دولة قرارها بشأن طرح اللقاح في برنامج التطعيم في البلد من عدمه. وبغية مساعدة السلطات التنظيمية الوطنية، توفر المنظمة عملية تُسمَّى‫ الاختبار المسبق للصلاحية. ويسهل الاختبار المسبق للصلاحية اتخاذ قرارات مستنيرة بشأن الموافقة على اللقاحات وشرائها، لا سيما في البلدان ذات الموارد المحدودة، لإجراء تقييمات مستفيضة.

وتُجرِي المنظمة، خلال الاختبار المسبق للصلاحية، تقييماً مستقلاً للبينات المتعلقة بجودة اللقاحات وغيرها من المنتجات الطبية ومأمونيتها وفاعليتها، وهو ما يساعد على ضمان ألَّا تُستخدم في برامج الصحة العامة سوى المنتجات التي تستوفي المعايير الدولية الصارمة. 

كما هو حال جميع الأدوية، لا بد من المواظبة على رصد مأمونية اللقاحات حتى عقب إجراء التجارب وطرح اللقاحات.

وتنظر عملية الرصد في التقارير الواردة من مصادر متعددة. فعلى الصعيد الوطني، تشمل هذه المصادر الأشخاص الذين يتلقون اللقاحات والآباء أو مقدمي الرعاية والعاملين الصحيين. ثم تُقدَّم هذه التقارير إلى السلطات الصحية الوطنية.

وعلى الصعيدين الإقليمي والعالمي، تدعم منظمة الصحة العالمية واليونيسف البُلدان في جمع هذه المعلومات ورصدها، وضمان حصول البلدان على أحدث البينات بشأن اللقاحات المتاحة.

إذا حُددت مشكلة محتملة بعد التطعيم، يُجرى تحرٍّ شامل. وتتضمن التحريات فحصاً دقيقاً للحالة، ويشمل ذلك إجراء تقييم طبي. وإذا لزم الأمر، تُجرى دراسات تتناول ذلك.

ومن النادر جداً أن يتبين خلال هذه التحريات أن المشكلات الصحية ناتجة عن اللقاح نفسه.

فغالباً ما يتضح تزامن هذه العوارض الصحية مع التطعيم عرضياً، أي عدم ارتباطها بالتطعيم على الإطلاق.

وفي بعض الأحيان، ترتبط هذه العوارض بكيفية تخزين اللقاح أو نقله أو إعطائه (عندما يحدث خطأ في إعداد اللقاح على سبيل المثال). ويمكن تلافي هذه الأخطاء بتدريب العاملين الصحيين وتعزيز برامج التطعيم.

وفي الحالات النادرة التي يُشتبه فيها في حدوث تفاعل ضائر حقيقي، قد يُوقف استعمال اللقاح. ويُجرى مزيد من التحريات للوقوف على سبب العارض بدقة. ويكون على البرامج بعد ذلك اتخاذ التدابير التصحيحية اللازمة.

تعمل المنظمة على ضمان شمول الجميع في كل مكان بمظلة الحماية بلقاحات مأمونة وفعالة.

وفي سبيل فِعل ذلك، تساعد المنظمة البلدان على وضع نُظم صارمة لضمان مأمونية اللقاحات -إلى جانب الأدوية الأخرى- والعمل على وضع معايير أكثر صرامة لتنظيمها.

ويواظب خبراء المنظمة، بالتعاون مع أخصائيين علميين من خارجها، على رصد ملف مأمونية اللقاحات وتحديثه باستمرار. وتساعد المنظمة، بالتعاون مع شركاء خارجيين، على التحري والإبلاغ لدى نشوء أي داعي قلق محتمل.

ويُقيِّم العوارضَ التي تُبلَغ بها المنظمة فريقٌ مستقلٌّ من الخبراء (اللجنة الاستشارية العالمية المعنية بمأمونية اللقاحات). وتُصدِر المنظمة، نيابةً عن هذه اللجنة، بيانات منتظمة بشأن مأمونية اللقاحات.

وللاطلاع على مزيد من المعلومات عن كيفية عمل اللقاحات، انظر: سؤال وجواب حول اللقاحات.